السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الحمد لله الذي خلق الداء والدواء . انا اعاني من مشاكل نفسيه وصدمات متلاحقه ادت الى ضيق وهواجس واوهام وسوسه
اشعر باكتئاب واشعر بحزن عميق ورغبه شديده بالبكاء اشعر بكبت نفسي من الصدمات التي تعرضت لها وفاة 4 من الاسره فما ان افيق من صدمه حتى ادخل في صدمة اخرى
اخر المتوفين 2 من اخوتي في ظرف 6 شهور ووفاة ابني البالغ 6 سنوات عندما تعرضت لدهس انا وهوفي الشارع ثم توفي والدي هذا غير الامراض التي تعرضت لها والدتي واثنين من اخواني عندما تعرضوا لجلطات
صرت اشعر بامراض الاخرين عندما اسمع بحالة ما اشعر باعراضها خاصه اذا كانت الحاله تعاني من امراض قلبيه لم افهم حالتي احياني اشعر باني خير
واحيانا كثيره اشعر بالتعب النفسي والوهمي المشكله انني اعاني من رهاب قوي من المستشفيات والمستوصفات من الاطباء عموماً واخاف من المجهول
ارجو ان تدلوني ع الخير فانا ابلغ من العمر 42 سنه وعلاقتي بزوجتي اصبح فيها شيء من الفتور رغم انها هي ايضا تعاني وفقكم الله لما يحي ويرضى
بسم الله الرحمن الرحيم .
الأخ الكريم مرحبا بك وبرسالتك يا حبيب الله فإن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه وقال إني أحب أن أسمع صوته.
وقيل إن الله ابتلاك لا ليذبك ولكن ليصطفيك ويرفع قدرك ومقامك.
وقد أصيب رسول الله صلي الله عليه وسلم بالمرض والحمى شهراً كاملاً وبما يفوق قدرة البشر وغير ذلك من ابتلاءات وهو حبيب الله تعالي ورسوله.
وهكذا ما من صالح وولي لله تعالي إلا وقد ابتلي بلاء شديداً ويمكنك الاطلاع على سيرتهم وإدراك حقيقة أن الدنيا يقابلها جنة الآخرة لذا من حرم من متاع الدنيا جزي بجنة الآخرة ونعيمها.
بعد هذه المقدمة الضرورية التي تفيد أن الإيمان بالله تعالي والصبر على قضاءه أحد أهم الأسباب التي تساعدك على الخروج من مشكلتك والتغلب عليها إضافة إلى الدعاء والصلاة والاستغفار وصلة الرحم وغير ذلك من أنشطة إيمانية اجتماعية لها مردود؛ راحة في البدن والقلب وانشراح في الصدر...
أضف إلى ذلك حاجتك إلى التمرن على الاسترخاء الدوري تمهيداً لتعديل معرفي مهم يتمثل في :
تحديد الايجابيات التي توجد أو التي يمكنك تحقيقها لك ولأسرتك.
النظر إلى من ابتلي بأكثر منك بلاء من فاقدي السمع والبصر والعجز الكلي وغير القادرين على العمل ومن يفقدون أسرهم كاملة في ليلة واحدة والفقراء فقراً مدقعاً وغير ذلك من ابتلاءات واحمد ربك أنك أفضل منهم بإيمانك ونعم الله عليك.النظر فيما ينتظرك من ثواب وفضل وجزاء عند الله تعالى.
الصبر والرضا بما بالخير الحاصل والخير الذي سيأتيك.تذكر أن بعد العسر يسراً.احتساب ما حصل من ابتلاءات عند الله تعالى والابتسام والشعور بالسعادة أن ذلك أصبح من الماضي الذي مر وانتهي وأن ما سيأتي لن يكن بأسوأ مما حصل مما يزيدك قوة واستقرار وإصرار على تحسين حياتك
التخطيط للوصول إلى أفضل ما يمكنك الوصول إليه من عمل وأداء في كل جوانب حياتك الزوجية والمهنية والأسرية والاجتماعية والتطوعية والإيمانية.
زيارة الأيتام وزيارة المساكين والتصدق عليهم والاستماع لهم والانخراط ي العديد من الأنشطة التطوعية والخيرية.
اختيار واحد أو اثنين من المقربين من الأصدقاء الحكماء للجلوس إليهم ومناقشتهم والفضفضة معهم بشكل موجز وعلى فترات دورية.
من الأفضل لو استطعت العمرة وزيارة الأماكن المقدسة ضمن خطة ترفيهية من حياتك تشمل التنزه وزيارة الأندية والحدائق.
من الأفضل البدء من الآن في برنامج رياضي حركي يومي لما له من تأثير ايجابي مهم.
إن رغبت زيارة أخصائي نفسي متمرس للوصول معه إلى أفضل برنامج إرشادي وتدريبي يمكنك وزوجتك تنفيذه وملاحظة نتائجه يوما بيوم.
أخيراً إذا ما أمعنت النظر في الكثير مما يدور بالذهن واختباره أي التدقيق في صحته فإن كثيراً منه سيكون غير صحيح وإنما هو من توابع الوقوع تحت تأثير المشكلات والضغوط.
والحمد لله أنك تمتلك فرص عديدة للتخلص مما سبق والاستفادة من مميزاتك وقدراتك التي تحتاج فقط إلى تنشيط والظهور لتصبح أفضل دوماً.
ومرحبا بك على الدوام.دمت وطبت في خير حال.
الكاتب: د. سليمان رجب سيد أحمد
المصدر: موقع المستشار